أعرب رئيس الجمهورية نيكوس خريستوذوليذيس، عن ارتياحه لمناقشة جوهر القضية القبرصية خلال اجتماعه أمس مع زعيم القبارصة الأتراك، وما أشير إليه في بيان المتحدث باسم قوة الأمم المتحدة لحفظ السلام في قبرص.
وقال أنه سيتم تحديد موعد المؤتمر الخماسي غير الرسمي بعد اجتماعات المبعوثة الشخصية للأمين العام للأمم المتحدة المرتقبة في أثينا وأنقرة.
أعرب رئيس الجمهورية في بداية حديثه إلى ممثلي وسائل الإعلام في القصر الرئاسي، عن ارتياحه لما وصفه بالاجتماع المثمر للغاية بعد فترة طويلة.
وقال "يسرني أولاً وقبل كل شيء أن الجزء الأول من الاجتماع خُصص لمناقشات جوهرية حول القضية القبرصية، ومن هنا جاءت الإشارة تحديداً إلى بيان الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن الدولي".
وأوضح أنهما استعرضا إجراءات بناء الثقة التي نوقشت في مؤتمرات سابقة، واتفقا على التركيز على قضايا محددة، وتحديداً المناقشات بين جمهورية قبرص والمفوضية الأوروبية بشأن قضية جبن الحلوم.
وأوضح أن القضية الثانية تتمثل في إنشاء خط أنابيب لنقل المياه من محطة معالجة مياه الصرف الصحي في ميا ميليا إلى الجمهورية، مشيراً إلى أنه يمكن استخدام هذه المياه في الزراعة والقطاع الأولي، "وهو أمر تم التوصل إلى اتفاق بشأنه منذ عام 2011، ولكنه لم يتم إحراز أي تقدم فيه.
أشار الرئيس إلى قضية أخرى، وهي تعزيز الأفراد عند نقاط العبور. وأضاف أنه أثار عدداً من القضايا التي تعهد زعيم القبارصة الأتراك بالرد عليها بمزيد من التفصيل في الاجتماع القادم.
وذكر أنه تم مناقشة القضايا التي تتعلق بالمفقودين وعمل لجنة المفقودين والمحاصرين والطائفتين المارونية والأرمنية، وأسماء الأماكن والقرى في المناطق المحتلة، وقضايا تتعلق بالضرائب التي يفرضها نظام الاحتلال، فضلاً عن المنتجات التي بتم نقلها عبر الخط الأخضر.
كما تطرق الرئيس إلى مسألة الوصول إلى الكنائس في المناطق المحتلة دون إجراءات أو قيود، ولا سيما الكنائس التي سيتم ترميمها في إطار عمل اللجنة الفنية الثقافية.
عبر الرئيس عن رأيه بشأن القضايا التي أثارها الزعيم القبرصي التركي خلال اجتماعهما الأخير، مضيفاً أنه تم التطرق إلى دور الاتحاد الأوروبي وأهميته في عملية حل القضية القبرصية.
وأشار قائلاً "أعتبر أن تحقيقنا لأحد الأهداف التي حددناها يعتبر أمراً إيجابياً، إذ ناقشنا جوهر القضية القبرصية، ومن هنا جاءت الإشارة المحددة في البيان المشترك، وفي بيان ممثل قوة الأمم المتحدة لحفظ السلام في قبرص".
ورداً على سؤال حول موعد انعقاد الاجتماع الخماسي غير الرسمي، الذي سيمثل منطلقاً لاستئناف المفاوضات، قال رئيس الجمهورية إن البيان المشترك يشير تحديداً إلى المؤتمر الموسع، وأن الزعيمين يتطلعان إلى هذا الاجتماع الذي سيُحدد موعده بعد اجتماعات المبعوثة الشخصية للأمين العام للأمم المتحدة في اليونان غداً، حيث ستلتقي برئيس الوزراء اليوناني ووزير الخارجية.
أضاف أن ماريا أنجيلا هولغين ستتوجه بعد ذلك إلى تركيا. وقال "يمكنكم أن تتفهموا أنه بعد هذه الاجتماعات، ولا سيما الاجتماع مع وزير الخارجية التركي، سنتمكن من مناقشة موعد هذا المؤتمر الموسع بمزيد من التفصيل. أما بالنسبة لي، فأؤكد لكم أنني مستعد للمشاركة في هذا المؤتمر الموسع بدءً من الأسبوع المقبل".
ورداً على سؤال آخر حول ما إذا كان قد تم التطرق تحديداً إلى نقاط العبور، ومن منها سيتم فتحه ومتى، قال الرئيس خريستوذوليذيس إنه تم مناقشة فتح نقاط العبور، ولكن لم يتم التوصل بالتحديد إلى اتفاق بشأن هذه المسألة .
أضاف "هناك خلاف. لقد اقترحنا بديلاً بشأن نقاط العبور لحركة الأفراد دون سيارات، إلا أنه لم يتلق القبول ولا يزال النقاش حول نقاط العبور مستمراً".
سُئل الرئيس خريستوذوليذيس عن الإشارات الواردة في البيان المتعلق بالمساواة السياسية، فقال إن المساواة السياسية يُشار إليها كما هي مُسجلة في قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. مضيفاً أن "هذه الإشارة مهمة بشكل خاص لأنّها، إذا أسعفتني الذاكرة، هذه هي المرة الأولى التي تظهر فيها في بيان عقب اجتماع بين الزعيمين منذ تشرين الأول/أكتوبر 2020".
يذكر أن قبرص مقسمة منذ عام 1974 عندما غزت تركيا ثلثها الشمالي وقامت باحتلاله. لم تسفر الجولات المتكررة من محادثات السلام برعاية الأمم المتحدة حتى الآن عن نتائج تذكر بسبب التعنت التركي. انتهت آخر جولة من المفاوضات التي عقدت في تموز/يوليو 2017 في منتجع كران مونتانا السويسري، دون التوصل إلى اتفاق.
عقد اجتماع غير رسمي بشأن قبرص بصيغة أوسع في نيويورك، يومي 16 و17 تموز/يوليو 2025 عقب اجتماع مماثل عقد في جنيف في آذار/مارس الماضي، كما عُقد اجتماع ثلاثي مع الزعيمين القبرصيين في أواخر أيلول/سبتمبر في ختام أسبوع الاجتماعات رفيعة المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة. ومن المتوقع عقد اجتماع آخر في وقت لاحق من هذا العام، لمتابعة المبادرات التي اتفق عليها الطرفان، والتي بحسب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش تظهر التزاماً بمواصلة الحوار.
تم تكليف ماريا أنجيلا هولغوين المبعوثة الشخصية للأمين العام للأمم المتحدة إلى قبرص للتواصل بين الجانبين، في حين أنه من المتوقع أن يساهم المفوض الأوروبي السابق يوهانس هان الذي عينته المفوضية مبعوثاً خاصاً لقبرص في عملية التسوية بالتعاون مع هولغوين.
واق KA/KCH/MMI/2025
نهاية الخبر، وكالة الأنباء القبرصية