أشار الرئيس نيكوس خريستوذوليذيس ورئيسة مولدوفا مايا ساندو إلى الدور المحوري لتوسيع الاتحاد الأوروبي من أجل مستقبل أوروبا الاستراتيجي، وذلك عقب محادثات جرت يوم الاثنين في نيقوسيا، في أول زيارة لرئيس دولة مولدوفي إلى قبرص منذ أكثر من عقدين.
قال الرئيس خريستوذوليذيس في تصريح له عقب اجتماعهما في القصر الرئاسي إن الزيارة تأتي في "منعطف بالغ الأهمية"، قبل 19 يوماً فقط من تولي قبرص رئاسة مجلس الاتحاد الأوروبي. وأكد أن رئاسة نيقوسيا المقبلة ستولي الأولوية لتقديم "رئاسة فعالة وموجهة نحو تحقيق النتائج" تهدف إلى تعزيز الاتحاد الأوروبي ليكون أكثر استقلالية ومرونة وازدهاراً.
أشار الرئيس قائلاً "يُعد توسيع الاتحاد الأوروبي أداة جيوسياسية قوية وجزء لا يتجزأ من رؤيتنا"، مشيراً إلى أن هذه السياسة أثبتت منذ زمن طويل قيمتها كمحرك للإصلاحات والتقدم والاستقرار. وقال أنه استناداً إلى تجربة قبرص في الانضمام، فقد كان لها أثر جوهري على مستويات عدة وعلى جميع قطاعات المجتمع القبرصي، وأعرب عن أمله في أن تنعم مولدوفا قريباً بفوائد مماثلة.
أشاد الرئيس خريستوذوليذيس بحكومة ساندو لالتزامها "المثير للإعجاب" بالإصلاحات رغم الضغوط الخارجية والتهديدات الهجينة المستمرة. وأكد مجدداً "دعم قبرص الثابت والفعّال" لمنظور مولدوفا في الاتحاد الأوروبي، وتعهد بالعمل بنشاط خلال الرئاسة القبرصية لدفع عجلة التوسع.
وقال "سنبذل قصارى جهدنا لتحقيق تطورات إيجابية ملموسة خلال الأشهر الستة المقبلة تُقرّب مولدوفا من هدفنا المشترك".
كما أشار الرئيس خريستودوليدس إلى تعميق العلاقات الثنائية، مُشيراً إلى الإرادة السياسية لدى الجانبين لتعزيز التعاون في مجالات العدالة والتعليم والتعاون الشرطي والنقل والطاقة. كما شكر مولدوفا على دعمها المتواصل لقضية قبرص وفقاً إلى مبادئ الاتحاد الأوروبي والقانون الدولي، وأكد أن الرئاسة القبرصية "ستقف إلى جانب مولدوفا ليس بالأقوال، بل بالأفعال الملموسة".
من جانبها، أعربت رئيسة مولدوفا عن سعادتها بزيارة قبرص في الوقت الذي تستعد فيه لتولي رئاسة مجلس الاتحاد الأوروبي، مؤكدة أن البلدين "يجمعهما طموح واحد وهو قارة موحدة وحرة وآمنة ومزدهرة.
كما أشارت إلى إن الزيارة تجري "في لحظة مفصلية لأوروبا ولعلاقاتنا الثنائية"، معربة عن أملها بأن تعطي دفعاً جديداً للتعاون المتنامي بين البلدين. ووصفت محادثاتها مع الرئيس خريستوذوليذيس بأنها كانت "استراتيجية وباعثة على التفاؤل"، حيث شملت مسار انضمام مولدوفا والأمن الإقليمي والعلاقات الثنائية، إلى جانب استمرار التضامن مع أوكرانيا.
وأكدت ساندو أن مولدوفا تمر اليوم بمرحلة حاسمة في طريقها نحو الاتحاد الأوروبي، مشددة على تطلعها إلى أن تدعم قبرص خلال رئاستها، أجندة توسع طموحة وموثوقة.
وقالت "الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي ليس مجرد هدف استراتيجي، بل أهم مشروع وطني منذ استقلالنا - هو استراتيجية بقاء في وقت يواصل المعتدي تهديد سيادتنا". وأضافت أن قبرص تدرك تماماً معنى الصمود والدفاع عن السيادة.
كما سلطت الضوء على تضامن مولدوفا مع أوكرانيا، مشيرة إلى أنه رغم عدد سكانها البالغ 2.5 مليون، فقد تعاملت مع عبور أكثر من مليون لاجئ عبر حدودها، وقدمت ملجأ لنحو 100 ألف منهم. كما تحدثت عن إسهامات بلادها في الأمن الأوروبي من خلال المشاركة في بعثات حفظ السلام وآليات الحماية المدنية وجهود التصدي للتهديدات الهجينة.
تحدثت رئيسة مولدوفا عن الإصلاحات وقالت نحن نسرع الإصلاحات ونعزز سيادة القانون ونوائم اقتصادنا مع معايير الاتحاد الأوروبي، ونرفع قدرتنا على الصمود، مشيرة إلى أن الشعب المولدوفي صوت مراراً لصالح مستقبل أوروبي.
اختمت ساندو بالإعراب عن شكرها لقبرص على "الحوار البناء" واستعدادها لدعم خارطة طريق لرئاستها تشمل تقدماً في مفاوضات الانضمام، مؤكدة ثقتها بأن التعاون سيزداد متانة مع تولي قبرص الرئاسة. وقالت "معاً يمكننا دفع رؤية أوروبا أقوى وأكثر أمناً وأكثر وحدة. مولدوفا مستعدة للمساهمة - وجاهزة للمضي قدماً".
واق TNE/AGK/MMI/2025
نهاية الخبر، وكالة الأنباء القبرصية